تخيل أنك جلست أمام شاشة جهاز الكمبيوتر لساعات وربما أيام في محاولة منك لإنشاء سيرة ذاتية احترافية، والآن وقد انتهيت منها وبدأت في ارسالها إلى قوائم الوظائف التي تحلم بها، ولكن دون رد ولا على المدى القريب أو البعيد!
ربما تكون خبرتك ومؤهلاتك تستحق الفوز بأفضل الوظائف، ولكن المشكلة ليست هنا، المشكلة في وجود اخطاء شائعة في السيرة الذاتية التي قدمتها تجعلها لا تصل إلى مدير التوظيف، ولذلك فإننا في هذا المقال من مدونة توظيفك علينا سنستعرض معك أبرز الأخطاء وكيفية تفاديها لتحصل على وظيفة أحلامك.
اخطاء شائعة في السيرة الذاتية
عندما نتحدث عن أي اخطاء شائعة في السيرة الذاتية، فمن الأفضل أن نقسم هذه الأخطاء إلى قسمين أو تصنيفين وهما:
- أخطاء في شكل السيرة الذاتية.
- أخطاء في مضمون السيرة الذاتية.
أ. اخطاء شائعة في السيرة الذاتية كشكل
1. التنسيق:
الانطباع الأول الذي يكوّنه مسؤول التوظيف عن شخصيتك يكون من خلال تنسيق السيرة الذاتية، فإذا كانت ذات خطوط كثيرة وألوان صارخة وقوالب مزدحمة، فسيكون انطباع بالعشوائية، لذلك، اختر قالبًا بسيطًا بخط احترافي ومسافات هواء كافية بين الأقسام، مع ألوان هادئة تبرز العناوين فقط إذا أردت ذلك.
2. الأخطاء الإملائية والنحوية:
وجود خطأ املائي أو نحوي واحد قد يكون سببًا في استبعادك من المرشحين، لذلك حاول أن تستعين بمراجعة شخص متمكن من اللغة وقواعدها مع التدقيق الإملائي المتاح في الكثير من البرامج.
3. الصورة الشخصية غير الاحترافية:
في الكثير من الحالات لا يُفضل وجود صورة شخصية في الـ C.V، ولكن في حال كانت الشركة المعلنة عن الوظائف قد طلبت ذلك، فاحرص على أن تكون الصورة رسمية بخلفية بيضاء أو محايدة.
4. بريد إلكتروني غير مهني:
الرموز والألقاب الغير مفهومة لا تصلح في سوق العمل وتفقدك المصداقية، ولهذا تجنبها تماماً واستخدم إيميل احترافي يعبر عن اسمك الكامل أو اختصار الاسم الأول مع اسم العائلة مثلاً.
5. طول السيرة المبالغ فيه:
ضع في اعتبارك أن هناك المئات وربما الآلاف غيرك قد أرسلوا سيرهم الذاتية لنفس جهة العمل، ولذلك فإن مسؤول التوظيف لا يمكن أن يتصفح 5 أو 6 صفحات خاصة بك وحدك، لذلك اهتم بجعل السيرة الذاتية مركزة على الدور الوظيفي المتقدم له ولا تزيد عن صفحتين.
ب. اخطاء شائعة في السيرة الذاتية كمضمون
1. عدم تخصيص السيرة لكل وظيفة:
إرسال نفس السيرة الذاتية إلى جميع الشركات يوحي بعدم الجدية أو الاهتمام، حتى لو كانت خبراتك ممتازة، ولذلك، قبل التقديم لأي وظيفة اقرأ الوصف الوظيفي جيداً، وحدد المهارات المطلوبة، وأعد صياغة خبراتك وإنجازاتك لتتوافق مع متطلبات الوظيفة والشركة.
2. إدراج معلومات غير مرتبطة بالوظيفة:
إضافة تفاصيل شخصية أو خبرات قديمة لا علاقة لها بالوظيفة المستهدفة يجعل القارئ يشعر بالتشتت وفقدان التركيز على مؤهلاتك الحقيقية، لذلك، احذف أي تفاصيل غير ذات صلة، وركز على المهارات والخبرات التي تخدم الدور الوظيفي المطلوب مباشرة.
3. حذف أو إغفال معلومات أساسية:
نسيان ذكر بيانات الاتصال الصحيحة أو عدم إدراج الشهادات والدورات التدريبية الحديثة يمكن أن يفقدك فرصة ذهبية، لهذا تأكد دائماً من أن سيرتك الذاتية تحتوي على ملخص شخصي وخبرات العمل والتعليم والمهارات والشهادات.
4. المبالغة أو تزييف الخبرات:
المبالغة في وصف إنجازاتك أو إضافة مهارات ليس لديك قد ينكشف بسهولة أثناء المقابلة الشخصية أو الفحص الوظيفي، وهذا يؤثر سلباً على سمعتك المهنية، لذلك، كن صادقاً وركز على نقاط قوتك الفعلية، ووضح أنك مستمر في تطوير نفسك في المجالات التي تحتاج إلى تحسين.
5. استخدام أوصاف غامضة للمهارات:
عبارات عامة مثل "أجيد العمل تحت الضغط" أو "لدي مهارات تواصل ممتازة" لم تعد تقنع مسؤولي التوظيف، بدلاً من ذلك، استخدم أمثلة وأرقام حقيقية مثل: "نفّذت حملة تسويقية زادت المبيعات بنسبة 20% خلال 3 أشهر".
6. الفجوات الزمنية غير المفسّرة:
وجود فترات زمنية طويلة غير مذكور فيها أي نشاط قد يثير تساؤلات حول جدّيتك في الالتزام بالعمل، لذلك إذا كانت لديك فجوة زمنية فمن الأفضل توضيح سببها بإيجاز، مثل إكمال دراسة أو الحصول على تدريب أو التطوع في مشروع مفيد.
7. عدم تحديث السيرة الذاتية بانتظام:
ترك السيرة الذاتية دون تحديث لفترات طويلة قد يجعلها تعكس صورة قديمة عنك، لا تعبّر عن مهاراتك الحالية، ولهذا احرص على مراجعتها وإضافة أي إنجازات أو شهادات أو خبرات جديدة بشكل دوري.
في النهاية، تذكر أن السيرة الذاتية ليست مجرد ورقة تعرض تاريخك الوظيفي، بل هي بطاقة التعريف المهنية التي تطرق بها أبواب الفرص، من أجل ذلك، تجنّب ما ذكرناه من اخطاء شائعة في السيرة الذاتية سواء في الشكل أو المضمون.